حسنا ,,,
ساخبركم عن ابي ,,,
قبل ان يرحل ,,,
كان رجلا ,,ليس ككل الرجال ,,,
حنونا ,,,
محبا,,,دائم الابتسام ,,,
حاضنا للكل ,,,بقلب السلام ,,,
عيون واسعة ,,,ضاحكة ,,,مبتسمة ,,,
بلونها العسلي المخضر ,,,
صوت رجولي أجش ,,,
انه ابي ,,,
ذاك الرجل الذي لم يكون يكل او يمل ,,,يوما ,,
شابا يافعا ,,,قوي ,,,
سافر يوما ,,ليكمل عمله ,,وجمع قوته ,,,
ودعنا ,,,,واوصى بنا ,,,
وكأنه كان يشعر انه راحل ,,,
بتأشيرة خروج ,,,ذهابا دون عودة ,,و
وذات صباح ,,,
جلس بالمقهى ,,ليحتاس كوبا من اليانسون ,,,
لم يكد يحتسيه ,,,
خر صامتا دون حراك ,,,
وبدأ صراخ من حوله ,,,
يتسائلون ,,,يبكون ,,,يصرخون ,,,
هل مات ,,,
وتم الرحيل ,,,واعلان الوفاة ,,,
تم تشريحه ,,,تبريده ,,,
الى ان يعود الى وطنه ,,,
ولكن جثة هامدة ,,,
ليحتضنه تراب وطنه ,,,
جثة محمولة ,,على اكتاف من احبوه ,,,
من استلموه ,,,
لا اذكر الكثير ,,,
سوى صورا لا تذهب من ذاكرتي ,,,
ولا ترحل ,,,
صندوقا خشبيا ,,
ممددا داخله ,,,لم يكشف منه سوى الوجه ,,,
شاحبا اصفرا ,,,
كلهم يصرخون ,,,يبكون ,,
كنت طفلة ,,,وتحمل بين يدها طفلة اخرى ,,,
داخلي يصرخ ,,,يستصرخ ,,,
يتسائل ,,,
ماذا يجري ,,,لم ابي هنا ,,,
لم هو نائما هنا ,,,
هل مات ,,,لكنهم لا يجيبون
تصيبني دهشة ما ارى ,,وما اسمع ,,,
حشد كبير ,,تتعالى الاصوات ,,,
هزتني كلمة لا اله الا الله ,,,
وصوت طبول ,,ذكر وذاكرين ,,,
حملوه ,,,اخذوه معهم ,,على اكتافهم ملكا ,,,
نعم ,,,انه ابي ,,,قدمات ,,,
ذهبوا به بعيدا ,,بعيدا ,,,
ذهب ,,ولن يعود يوما ,,,
اه يا ابي ,,كم احتاج اليك ,,,
كم احتاج لضمة صدرك الحنون ,,,
لضمة يديك ,,,
مات ولن يناديني ,,,
ولن اسمع اسمي ,,,من بين شفتيه ,,,
انه ابي ,,,رجلا من حياتي قد رحل ,,,
باغتته الدنيا على عجل ,,,
فعن شعوري الآن احد منكم لا يسل ,,
فحزني عليه الى الان ,,,لم يزل ,,,
انه ابي رحمه الله
تحيتي لكم
اميرة القلوب