من وحي نزار

من وحي نزار
أنا لاأحب جمالك الغجري
وعطرك المصنوع من ورد عصري
هذا الجمال المصطنع لا يقنعني
هذا السحر المزيف لا يغريني
أنالا أحب سترتك التي صممها فكتور الباريسي
وطرزها بروكسل الألماني
أنالا أحب أضواء المدينة
وأصوات المدينة وأحلام المدينة
أنالا أحب هذا الماكياج الثقيل
وأصابعك المدهونة بالطلاء
أنالا أحب أي أسلوب من أساليب إغراء النساء
أنالا أحب رموشك العيرة
وبوستيج شعرك الذي اشتريته من تلك الجزيرة
أنا لا أحب أقراطك البلاستيكية وزينتك البلاستيكية
أنا لا أحب فيزو الليجرا الذي ترتدين
ولا بنطلون الجينز المصنوع على طريقة فرزا تشي الذي تلبسين
ولانظاراتك الشمسية التي تضعين أو قبعة الكاسكيت التي تعتمرين
وعدساتك اللاصقة التي في عينيك تدخلين
أنالا أحب ربطة شعرك وحمرة وجهك
أنالا أحب سويتر الدانتيل المنخرم الفاضح من تحته البادي الذابح
أنالا أحب أحذيتك العالية تلك التي جعلتك أطول مني بفروق بادية
أنالا أحب تصرفاتك المفتعلة وأحاديثك المقتبسة وبراءتك المصطنعة
وذكائك المنقول عن غيرك
وبكل صراحة أنت لا تعجبينني يا سيدتي
بالرغم من كل أناقتك العصرية
أنالا أحب حداثتك المستوردة من صناديق القمامة في نيويورك
وصالات الديسكو المجنونة في شيكاغو
وستوكات الاوكازيونات في طوكيو
من صرعات باريس
وخرافات تورنتو وبرشلونة
و بكل صراحة
أنت لا تعجبينني يا سيدتي
إلا عندما تخرجين عارية من مياه المتوسط بسيطة نقية دافئة صادقة بريئة حالمة اصيلة من ارض بلادي