لما طرقت ...باب نفسي

هذا المساء ....وبدون سبب أو هذف ...
قررت ....أن أغادر بيتي ...
بدون ...وجهة خاصة ....
ولكي لا أكون وحيدا ...في جولتي ...
طرقت باب نفسي ....
وسألتها اذا كانت تود ...مرافقتي في جولتي ...
فكانت ...على استعداد ..
فارتدت معطفها الجلدي... الأسود ...
وحدائها... الأسود ...
ووضعت نظارتها... السوداء ...
فقلت لها ...انذاك ...
ما هذا السواد.. العظيم ...؟
قالت :
انني دخلت منذ مدة.... في حداد ...
بسبب تفاهة ....العباد ....
و ما يجري.... في البلاد ...
حيث اختفيت ...في كهف أفكاري مدة لا بأس بها ..
ولكي لا ترجع ذاكرة الناس ...الي ...
كان السواد ...لباسي التنكري ...
حيث يمنحني ....خلوتي المفضلة ....
أركب ...على خيول أفكاري ....
كفارس عائد منتصرا .... من حرب مجهولة...
فابتسمت ...وقلت لها :
أيتها النفس ....وأنت بعيدة عن الناس ...
ألا تشعري بالوحدة ...والملل...؟
قالت :
الناس ...فعلا الناس ...
انني لازلت ...أبحث عنهم ...
حيث أخبرني أحدهم ...قبل أن تخطفه الموت ...
انهم هناك ...في ذلك المكان البعيد ...
وأنا عاهدت الله ...اذا وجدتهم سأحضنهم وأعانقهم ..
عناق الأوفياء ...الأثقياء ...
اذا....
لهذا... وذاك ...
وحدتي ...تقتل الملل ...
وتمنحني ....كم هائل من الأمل ...
فابتسمت نفسي ...وقالت من جديد ...
يا صديقي ...يجب أن تعيش الآن حياتهم بالمقلوب ...
أن تخاصم ....لباس القناع ...
أن تكون أسدا ...وليس أرنبا أو أحد الضباع ...
وأن لاتكون بضاعة ...تشترى وتباع ...
ولا تهتم بأخبارهم الزائفة ...وما يقوله المدياع ...
حيث الكل يتكلم ويتكلم ..ولا أحد يجيد الاستماع...
ان جدران المدينة ...يا صديقي...
تشتكي من فوضاهم ...وكثرة العبث ..
لهذا أنا أعشق ...غرابتي في السواد ...
وأعشق في الظلام ...
أن أسامرك أنت... وذاك القلم وذاك المداد ...
لأن وراء الباب ...هناك عالم مجنون ...
يجيد لغة ...اللامعقول ...
بها يعبث بالقلوب ...والعقول ....
ويسير بهما ...بخطى تابثة الى الهاوية ...
وأنا بسوادي يا صديقي ....لا أشارك في تلك المهزلة ...
حيث... وأنا بينهم ...أكون وحيدا ...
حرا ..بلا قيود ...
أما الآن ..
حان الوقت لنغادر ...والى هناك نعود ...
ونتمم سهرتنا ..على نغم الناي والعود ...
انتظرونا هناك ....

» لما طرقت ...باب الليل
» كلمات طرقت باب العقل والحكمة
» قد أقسو على نفسي
» اغار عليك من نفسي
» عزة نفسي ماذا علمتني