ذات مساء ...
طرقت... باب الليل..
فأطل عني ... الصباح ساخرا..
فامتلكتني الدهشة ...
ولفني الصمت ...وضمني ...
وسلمني الى زمن ...الذكريات والنسيان...
حيث هناك.... الأمنيات ...تنام... أو تموت ..
فأصبحت أنا ...خارج الطقس ..أو خارج الوقت ..
فتيقنت أنني... في ورطة ...
فأسرعت الى المرآة ...لأراقب ملامح وجهي ...
لكن... لا شيئ يظهر على المرآة...
فازداد وضعي... سوءا ...
وعقلي ...اقتنصته الحيرة ...
فقلت : لربما أصابني الجنون ...
أو أنني أسير اليه ...
حاولت أن أراوغ الموقف ...وأتكلم مع أحدهم
على هاتفي ...
للأسف كل الأرقام ...تقول الرقم المطلوب خاطئ ..
راجع ...دليل الهاتف ...
فتفحصت هاتفي ...
وجدت الأرقام ...بلا أسماء ..
وأسماء.... بلا أرقام ...
ولكي أتغلب على غضبي وخيبتي ...أشعلت سيجارة ...
وجلست بمكتبي... بهدوء ...
وعيناي تجوب أطراف غرفتي... وأشيائها ...
لأتأكد ....أنني فيها ...
هذا مكتبي ..به أوراقي مبعثرة ...
بجوارها ...قلمي وتلك المحبرة ...
هناك ساعة معطلة ...على الجدار ...
وصورة كانت تشبهني قديما معلقة... ليس لها ايطار ...
وفي الركن الأيمن...هناك تلفاز كاذب.. يكسوه الغبار ..
اذا أنا موجود... في المكان الدي يجب أن أكون فيه ...
فبدأت... أتعرف على نفسي ...
ومن فرحي ....ضربة بقبضة يدي بشدة على مكتبي ...
حتى استيقضت من نومي...وأنا أتصبب عرقا ...
وبيدي ...هذا الحلم الغريب ...
حيث وجهي فيه.. لايشبه وجه هذا الزمن الكئيب
وأنا سأكون عكازي ..عندما الصديق يغيب ..
لأن أمر الناس في هذا الزمن ...عجيب ...
لا الحبيب فيه حبيب ...ولا القريب ...قريب ...
فقررت.... تشغيل الساعة المعطلة ...
وعلقت على الجدار... صورتي الجديدة المفضلة ...
ثم غيرت... رقم هاتفي الجوال ...
واختفيت ...
بين أمواج أفكاري ...
بعدما نظفت شوارع قلبي ...من غبار الناس ...
أحمل أمنيات ...بسيطة
وأنا شباكي دائما ....مفتوح على الأيام
أغالب سواد الظلمة...في خطواتي ..
أسير... بلا قنديل
في زمن أهواه... ولا يهواني ...
وأنا لم أعد ...أنتظر أحدا
أمتد في ظلي...وظل هذا الجدار ...
معانقا حكاياتي.... وهي تحمل براءة الصغار..
مبحرا
متكسرا
متجددا.. في صورتي
وصوتي
والحقيقة
بين التعقل... والجنون
وبين شكي... والظنون
وبلا ضوء كثيف...أتربع على صحن صومعتي ..
كراهب ثمل حزين
وأنا لا أهتم .... بالنهاية
أحمل فرحي... على حافة الانهيار وحيدا ..
وأصنع من جراحي ...نشيدا...
ثم أعود ...الى الغناء
فما من حيلة... ملكي...
سوى قلمي
يعبر عن مدى ... حزني و ألمي
به أسافر كذلك... في رحاب أحلامي ...
أعزل...
لكي... أعيش ولا أقتل ...
وأكون كالبحر...مني يأتي المطر ..
أعزف أغنية الصمت...لكل من يشبه القمر ...
:::::::::::::::::::::::::::::::::