كانت ليلة... خميس....
لا أنا فيها ملاك ....ولا أنا فيها ابليس....
سوى أنني كنت لجنوني ...أنيس ...
وأنا على يقين...أن على هذه الأرض..
توجد قلوب طيبة ...ورحيمة ...
وهي تختفي ...في ذاتها ...
حيث اختارت وهي مرغمة....على الاختباء ...
بين جدران العزلة...
لتمارس الحياة..... في صمت ...
وهي تحمل ....أوزار هذا العالم البئيس الحزين .
حيث تركت للأخرين ...هذه الحياة الباطلة ..
التي أصبحت ...هي التكرار الثابت ...
أو كساعة عمومية ...معطلة ...
بها أناس ...خالفوا قواعد الانسانية...
ومتفقون ....على اللامعقول ...
في سوق النفاق...
هوايتهم ...خبث الأخلاق ...
شعارهم ...
لا أحباب ...ولا أصدقاء ...
أما تلك الناس الطيبة ...القابعة في منفاها ...
العاشقة ....لموسيقى الروح و الذات ...
والمتيمة ...بالأصالة ولب العادات ...
لا تطلب شيئ من الحياة ...سوى قليل من الحياة ..
بها هدوء... غير ملوث ...
ومساحة كافية ...لينمو العمر ...بلا ضجر ...
وهي لها ما يكفي ...من الدموع ...
لتحارب بها.... الوجع...
وتضمد بها ...جراح الزمن ..
وهي تمتطي ....حصان الكبرياء ...
وتجوب... قلاع الصالحين ....
في صمت.... وخشوع ....
لا تدنسها ملذات الحياة ...أو تجبرها على الخضوع
ان تلك الناس الطيبة ....توجد هناك ..
في ذلك المكان ...
ذلك المكان الذي يعج.... بالصمت والسكينة ...
بعدما تركوا... لهؤلاء الأغبياء...
شوارع ...هذه المدينة...
التي بها عابرون مبتسمون.. ووجوههم غاضبة وحزينة ...
يمارسون رياضة ...الضجيج والعبث ...
حفاظا على لياقة ...غباء الضمير والذاكرة...
ليساهموا ...في مرض هذه الحياة ...
::::::::::::::