أعشق أن أكون.... كما أنا الآن ...
غير مرتب المزاج .....
لا أشعر باستقرار ...أو انزعاج ....
مسمر قرب النافذة ..وعيوني تخترق الزجاج ...
وجسدي المنهك يطاوعني ....ولا يقدم احتجاج ...
لأنه يعشق أن يكون ...كما أنا الآن ....
خالي... من كل شيئ ...
ومليئ باللاشئ... من كل الأشياء....
التي أعرفها ...و لا أملكها ...
والتي أملكها ...ولا أعرفها ...
وهذا نتاج ... هذا القلب المبعثر ...
وهذا العقل.. الذي يحتل جمجمتي ...
و هو في طريقه.... ليمنحني صك للجنون ...
حيث يأخذني داوما ...حيث يشاء ...
طوعا ...أدخلني الى مدينة الذكريات ...
وسلمني لمن رحلوا ...ومن مات ...
فأصبح صمتي ...كصوت الناي ...
به شوق ...وحنين ...
وأنا هادئ ....ولكن حزين ...
أقبل كل الصور ...التي تمر بذاكرتي ...
وأقول لهم ...أنا لست بخير ...
ولكن أعيش ...
داخل هذا العالم ...الذي يعج بالفوضى ...
والناس فيه ...تنتظر بشوق.. المجهول ...
وقلوبهم ...تتغدى بالشك واليقين ...
حتى أصبحت كالحجر ...مع مرور السنين ...
أما أنا ...لقد دخلت فصول العزلة ...
واخترت ذكرياتكم ..منفى وملجأ ....
أحصل فيهما ....على حصتي من الدفئ ....
والأمان ...
ولازلت صديقا وفيا.... لقلمي ....
تجمعنا ...محبة ...وصدق ..ووفاء ...
حيث لاوجود لهم ....وراء الباب ...
لهذا ..أنا انسحبت... ولذي ما يكفي من الأسباب..
وأشهرت في وجه هذا العالم المرتبك ...ورقة الغياب ...
فأصبحت غرفتي الغير المرتبة ...عالمي الخاص ...
ليس بها... لاغدر ..ولا خيانة ..ولا صوت الرصاص ...
ممنوعة ...عن الأغبياء... واللصوص ...
وعن التافهين ...ومن غيروا النصوص ...
لهذا ...وذاك ...
أعشق أن أكون.... كما أنا الآن ...