هذا المساء ..لست فيه كما أشاء ...
وأنا بين أحضان ...هذا الليل البارد ...المخيف..
كنت أجالس مكتبي ..شارد التفكير ...
فصرخ في وجهي قلمي ...
وقال : أكتب ..
فقلت : أيها القلم أعذرني...
ما أنا بكاتب ..أو شاعر..
أنا سوى متطفل على الكتابة ...
أدون حماقاتي ...بلا هذف ...
وأستأنس مع الفراغ فقط ...
وأخيط به معطف دافئ ..لوحدتي ...
وأرمم به ما تكسر... بخاطري ...
ليثك أيها القلم ...
لو تعلم ..كم بداخلي من الألم..
آه ... لو تدرك ...ما أصعب فوضى الذات ...
حيث تكون الروح ...حائرة ...
والقلب ...يحمل ما يكفي من الوجع ...
فيصبح الحزن ..رفيقك الوفي ...
فتنهد قلمي وقال : وما السبب ...؟
قلت :
لو حكيت لك يا قلمي ...ستسمع مني العجب ...
حيث عندما رحلوا وهاجروا ...كنت قد كبرت جدا ..
وأنا لازلت أحتفظ ....بهم بداخلي ...
فأصبح المكان خاليا... الا مني ...
وهذا الصمت ...الغاضب ...
الى أن أصابنا النسيان ...بلعنته ...
وسلمنا للجنون ...كهدية ...
وأنا الآن ...أحاول جاهدا أن أفقد الذاكرة ...
لأرمم ...ما يجب ترميمه ...
قبل أن أغادر ....هذا الكون ...
ثم شد قلمي على أناملي بحرارة...
وقال : اذا أكتب وصيتك ...
فقلت : أياك أن تترك باب قلبك مفتوح ...
في زمان ...لا زمان له ...
ومكان ...لا مكان فيه ...
حيث الأهل والأحبة ..أصبحوا سوى وجهة نظر ...
لا أحد يهتم بأحد ...أو من غاب أو حضر ..
كأن قلوب الناس ...غيرت بقطعة من حجر ...
حتى أصبحت ...الحياة ...
لا تشبه ...الحياة ...
وكي لا تكون ميت ...يمارس الحياة ...
تمرد ...على قوانين العاطفة ....
كي لا توصف بالغباء ...وتجرفك العاصفة ..
وتصبح ضحية نفسك ...
والجاني ...
في عالم لا يواسي ...ولا يقدم التهاني ...
لحظة ...سأعود ...